Tuesday, 2 April 2013

حلم

كتبهاهمت لاشين ، في 24 ديسمبر 2010 الساعة: 14:40 م



حلم دوان - 段的梦想 
 
صباح يوم سفري للقاهرة يوم 2 ديسمبر لحضور ندوة المدونين كان لابد وان اشارك في حفل اقامته شركتنا بمناسبة العيد الوطني لدولة الامارات الحبيبة العزيزة جداً على قلبي، ورغم انشغالي بالسفر وبامور اخرى أخذت زميلي الصيني (دوان) من يده وذهبنا إلى مقر الاحتفال
التقيت و(دوان) في السابعة والنصف صباح ذلك اليوم أمام مكتبي وانطلقت بسيارتي على انغام اغاني صينية بعد ان تركت لصديقي (دوان) عجلة القيادة وبداخلي شوق لتذوق تجربة السير تحت قيادة صينية لأول مرة في حياتي!!!
وشهادة حق، كانت قيادة هادئة، وممتعة، شعرت انني فوق قارب يسبح في نهر النيل الهاديء بمجداف رايق
وصلنا إلى مكان الحفل مبكراً، فبدأنا نتجول في الممرات والحدائق ونلتقط بعض الصور التذكارية وبداخلى إصرار بان أجعل هذا اليوم من أجمل اللحظات في حياة (دوان) منذ أن بدأ بقيادة سيارتي في الصباح الباكر ووصولاً الى مفاجأتي له التي لا يعلم عنها شيء ….
أمضينا وقتاً جميلا نتبادل الحديث ونستمتع بالديكورات الصينية الجميلة من حولنا، وكنا نتحدث بشغف عن الثقافتين الصينية والعربية، وبدأنا نسترجع ذكريات ستة سنوات من العمل سوياً، ويقول لي أثناء الحديث انه لم يشعر ولو مرة واحدة انني رئيسته في العمل، فضحكت من كلماته وقلت له أعدك بالتغير السريع ومزيد من الحدة والشدة .. فيحمر وجه خجلاً ويقول لا اقصد ذلك فانت انسانة قريبة جداً من قلبي واشعر براحة واطمئنان وانا أعمل معك …..
شربنا قهوة الصباح في إحدى المقاهي الأمريكية القريبة، وعدنا إلى قاعة الحفل وبدأنا نتبادل التهاني مع باقي الزملاء والزميلات ونلتقط مزيداً من الصور التذكارية
ويقف (دوان) وأنا في باحة الاستقبال ونحن نهم بالدخول الى القاعة، ويزدحم المكان بالأشخاص، وترتفع الأصوات وكلمات الترحيب، وبدأت تفرق بيننا الأجساد والقبلات النسائية الحميمة، وأرى (دوان) يترقب خطواتي ويقترب من يدي كالطفل الملتصق بذيل فستان امه في وسط سوق مزدحم، ابتسم له عن بعد واطمئنه بنظرة حانية تؤكد له أنني موجودة وبجانبه ولا داعي للقلق أو الخجل ..
أنظر الى عينيه الصغيرتين، وأتذكر أول لقاء جمع بيني وبين ذلك الطفل (دوان) الذي اختطفته من وسط مئات الصينين للعمل في إدارتي عام 2004م وتذكرت ما دار بيننا من حوار عندما اسرتني ابتسامته الطفولبة، وهدوء كلماته، ومازلت حتى اليوم أراه نفس الشخص الصيني المهذب هاديء الطباع والذي يعمل في صمت وبلا كلل ويحمل على وجهه نفس الابتسامة التي لم تفارقه ابداً، (دوان) الذي يجسد المعني الحقيقي أن (العمل عبادة)، اثبت لكل من حوله ان العمل الحقيقي يكمن في العطاء والالتزام والاحساس بالمسؤولية
وأتذكر أحد الأيام عندما كان مريضاً وجاء إلى العمل وكنت أتوسل إليه ان يعود إلى البيت للنوم والراحة .. وتذكرت عندما حققت له حلماً من أكبر احلامه و هو أن يقف أمام الاهرامات العظيمة ويلتقط بعض الصور على ضفاف نهر النيل، وتذكرت نظراته وانا اقدم له تذكرة الطيارة للجلوس بجانبي في رحلة قصيرة إلى القاهرة لتحقيق حلمه بزيارة مصر .. ولن انسى كلماته الصينية بعد عودتنا
في ثواني معدودة مر بي شريط الذكريات الطويل الذي ربط بين قلبي وقلبه، وأفيق من فيلم حنين الذكريات وانا أجد نفسي داخل القاعة الكبيرة أجلس بجواره مع باقي المدعويين .. ويدق قلبي وانا افكر في مفاجأتي لـه التي ستعلن بعد قليل .. ووسط التصفيق الحار يسمع واسمع معه اسمه للصعود الى المنصة .. فيحمر وجه خجلاً ويرتبك ويلف براسه يميناً ويساراً غير مصدق، ولا يعرف ماذا يفعل .. حتى صفقت له بحرارة ومسكت يديه وطلبت منه الصعود إلى المنصة لاستلام شهادة تقدير على كفائته واخلاصه في عمله على مدى السنوات الماضية .. ويقف (دوان) بخفة ويخطو بخطواته الرشيقة إلى قمة المنصة وأرى فرحته ودهشته وسعادته من وقع المفاجاة عليه ويستلم شهادة تقديره وسط فرحة كبيرة وحب كبير ..
وينظر الي نظرات مليئة بالكثير من المعاني ويقول لي بتلقائية وعفوية أمام الجميع" (همت .. انتِ حقاً أمي) .. سمعت كلماته وحبست دموع الفرح بداخلي ولم ابالي بشيء واحتضنته بشدة كالام السعيدة بتكريم ولدها .. وكانت لحظات دفء عربي صيني لا أستطيع ان اعبر عنها لا برموز صينية ولا بكلمات عربية
ومع انتهاء الحفل بدأنا نتجه إلى سيارتنا يحمل بيده شهادة تقدير وبقلبه فرحة كبيرة لهذا اليوم وننطلق بعودتنا إلى المكتب، واصرخ وهو يطير بالسيارة من فرط سعادته ويتكلم كثيراً على غير عادة الصينيين .. وأقول له أرجو التركيز في قيادة السيارة فلا أريد ان اكون ضحية تكريمك وفرحتك، ويضحك ويتعمد بالسير في طرقاً اكثر بعداً ليطول الوقت بيننا .. ويقول لي سنعود إلى المكتب عن طريق الحرير في الصين ..
واثناء رحلة العودة يحلق بخياله وأحلامه ويدعوني للتفكير في مغامرة نقوم بها سوياً وهي رحلة حول الصين وبعض الدول العربية بالسيارة كنوع من التعبير عن الصداقة الصينية العربية .. وبدأت أتفاعل مع الحلم وافكر بجدية مع حلم (دوان) الجميل الذي يمكن ان يجمع بين قلوب عربية وصينية كثيرة .. وكنت سأتهور وأسبح اكثر عمقا في بحر الأحلام ولكني انتشلت نفسي وصفعته بكلمات لم تعجبه .. كلمات تؤكد لي وله انه حلماً بعيداً جداً ولن يتحقق لأننا سنقف عند بعض الحدود والسدود التي ستمنع مرورنا بمفردنا سوياً بسيارة صداقة .. وتعلو ضحكاتنا وننهي حلمنا النبيل ونصل إلى محطتنا وأتركه مع حلم يومه الجميل واحلق أنا إلى حلم آخر ينتظرني في قاهرة المعز مع ندوة المدونين والشعراء ..
ولتبقى أحلامنا الجميلة تضيء سماء حياتنا وليل أيامنا ولك تحياتي ابني وصديقي وزميلي (دوان) 段作良



11 تعليق على “حلم دوان - 段的梦想”

  1. الاستاذة همت
    مساء الخير
    حقا اخذتني بكلماتك الى عالم من الاحلام المجنونة … واستوقفتني جملة ان هناك الكثير من الحدود التي تمنعنا من عبورها بسيارة صداقة .
  2. مساء الخير على الناس الجميلة
    الاستاذة الرقيقة همت
    قرأت ردك على تعليقى وان شاء الله سوف اتجول فى المدونة وأقرأ الادراجات السابقة
    نعم انه حلم ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
    ليس كل الاحلام نستطيع تحقيقها ومع ذلك لازم نحلم حتى نعيش
  3. اكرم عبد السميع قال:
    صباح الخير
    الاستاذة القديرة همت لاشين
    أخذتنى كلماتك الى عالم اخر
    شعرت وكأننى اسكن فى حضنها
    واستنشق عبيرها
    وهل هناك اجمل من عبير الاخلاص
    وشهد الوفاء
    وعطر الاحساس الصادق
    تكتبين دائما بصدق
    وتتحديثين بصدق
    ان كلامك عزيزتى نطق سامى
    لانك انسانة تحمل قلب طيب وشعور
    انحنى احتراما له
    لكى منى كل التحيه والتقدير
  4. المبدعة الجميلة همت لاشين
    هنيئا لدوان كل هذا العطف والحب العظيم وهو حب الأمومة الذي لطالما صنع المعجزات وكان الأقوى دوما بين سائر العلاقات البشرية , أعبتني جدا صورة وجهه وهو يحمر خجلا دليل على البراءة وسمو الروح ورقييّها .
    آمل أن أجد قريبا جدا هذه النصوص مجمعة لتطبع في كتاب فتعم الفائدة ويشرفني طبعا أن أكون أول من يتناول الكتاب نقديا .
    محبتي واحترامي للأم العظيمة همت لاشين
    وكلي أمل في مودة تدوم عمرا
  5. الاستاذ اكرم عبدالسميع
    انحنى انا تقديرا واحتراما لكلماتك في حقي .. لك كل الود والتقدير .. ولنا تواصل
    أجمل التحيات
  6. الاستاذ صابر معوض
    هنيئاً لي بزيارتك وكلماتك التي يحمر لها وجهي .. سأفكر جديا في جمع نصوصي لتكون انت أول من ينتقد حروفي
    لك مودتي واحترامي
  7. استاذتى الرقيقه الحنونه همت وكيف لاتكونى حنونه بعد كل ماقرأت سابقا، كلماتك تعطى الامل انه مازالت هناك قلوب يملئها الحب فانت تعدين له مفاجاه لاسعاده وغيرك وهم كثر يدبرون المقالب لاتعاس بعضهم،ارجو ان تكون كلماتك هذه مثال يحتذى به الاخرين
    تقبلى خالص تحياتى .
  8. اكرم عبد السميع قال:
    صباح الخير يا استاذة
    مرور اطمنان
    وتحية
    دمتى بخير
  9. استاذتنا الحنون همت لاشين
    هناك وبين ايدينا عالم لايقدر
    بكنوز الدنيا ليتنا نكتشفه
    ونعيش فيه ندخله من باب التواضع
    والرحمه وتقدير الانسان بعطاءه وليس
    بماله او لقبه صعب ان يفهمه كل انسان
    وخاصه في الزمن الصعب الذي نعيشه حاليا
    وما اجمل العطاء فيه السعادة والنقاء
    دمتي بخير وسعاده
  10. احمد لاشين قال:
    كالعاده انظر لكلماتك واحساسك العابر الذى ينبع من اعماق قلبك وعشقك الحنون
    بانكى سيدتى
    تستحقى لقب بلقيس
    دومتى بلقيس كل العصور بقلبك العاشق الحنون
    تقبلى منى باقه من زهور القرنفل زهور الحب الابديه

No comments:

Post a Comment