Tuesday, 2 April 2013

السهراية

كتبهاهمت لاشين ، في 17 ديسمبر 2010 الساعة: 20:06 م



السهراية
 
مازلت أعيش أجواء تلك الامسية الجميلة الرائعة التي سحرتني بكل تفاصيلها وبجميع مشاركيها .. مازلت أستنشق (رحيق الوطن) من دفء مشاعر الشعراء والفنانين .. مازلت اعيد قراءة كل كلمة وكل إهداء كُتبت لي بحب وصفاء .. أشعار أكرم عبدالسميع مازالت تداعب احساسي ويتراقص لها قلبي .. مازلت أخجل من مداعبات وتعليقات الشاعر الكبير فؤاد حجاج والفنان القدير سمير حسني والمدون الجميل عادل أمين ..وأخجل مع صفاء ابتسامة المهذب احمد سعيد .. وأضحك وأنا أتذكر حالي وانا أقف انتباه أمام جدية المبدع يسري الخطيب .. وأتجاوب مع خفة ظل الجميل حسن خضر .. وأخجل امام كلمات الرائع فوزي عيسى .. وأدوب حباً من رقة مشاعر الجميلة همت مصطفى .. وأطير كالفراشة مع العصفورة الرقيقة روناء صبري واضحك مع ضحكة وبشاشة رشا فؤاد .. ومازالت مشاعري تقف حداداً مع أشعار الثائر محمد ابو زيد … و … و … وياليتني كنت شاعرة لأجسد كل هذه الاحاسيس بأبيات شعر في حبهم جميعاً..
قضيت ليلة أمس بين نارين .. هل أعيش مع أجواء وذكريات الامسية أم بين شهيق وزفير يسري الخطيب .. ولكي احسم الصراع عشت في قلب الاحداث كلها وبدأت استمتع بمشاهدة الفيديو والصور الكثيرة التي جسدت كل لحظة من لحظات الامسية الماسية التي تركت في نفسي اثار عميقة، وفتحت عيني على مشاعر جديدة متناقضة في مجتمع نسيت ملامحه منذ زمن بعيد ..
وبعد منتصف ليلي، بدأت أسافر مع دواوين ومدونة الشاعر أكرم عبدالسميع، وأثناء رحلتي التي استغرقت ساعات طويلة وقفت على محطة من أجمل محطات مدونته .. محطة عنوانها "قالوا عن اكرم عبدالسميع" .. المحطة عبارة عن مقال جسده الكاتب رمضان أحمد عبدالله بكلمات بسيطة ومعبرة عن حياة الشاعر ونشأته ودواوينه ولهجته الصعيدية الرصينة الهوية،
وانطلقت رحلتي وأنا أجلس بجوار الشاعر بدءاً من قريته في نجع مازن غرب في قلب صعيد مصر الجواني، ومروراً بضجيج القاهرة الساهرة، وعبوراً بأبراج الكويت الشاهقة، ووصولاً إلى طعم يود الصين الساحرة
وعند أول محطاتي، تخيلت نفسي أجلس معه ومع أهله وأصدقائه في النجع أمام "السهراية" في ليلة شتاء قارسة البرودة أستمتع بدفء أشعاره وأتذوق حلاوة كلماته مع مص السكر من عيدان قصب الصعيد وتعميرة شاي الخمسينة، نتحدث ونتهامس وتهبط أصواتنا ويعلو احساسنا ويقترب الشاعر من أنفاسي، ويضع اللاسا على أكتافي، ويتكأ بحزن على قلبي ليرتاح من آلام الأيام، ويهمس بالقرب من اذني ويفضفض بـ(طراطيش كلام ) عن زمان و(ليالي زمان) وعن سراب سنين الماضي ورذاذ الأوهام .. وأخفف عنه بمداعبات وحكم صينية، وأضحك من لهجته وكلماته الصعيدية وأحاول تقليده وأقول: انت مشكلة .. انت حكاية يابووووووي
أغمضت عيني طويلاً وسرحت بعيداً حتى وجدت نفسي أقف أمام مأذنة الجامع الكبير بالنجع الذي ولد وترعرع فيه أكرم عبدالسميع، وشممت مع أشعاره رائحة نقاء الطبيعة الخضراء هناك .. ويزداد القرب، ويشتد البرد وتشتد معه نار السهراية وأنا في (منتهى) سعادتي برحلتي الساحرة في أحضان الشعر والطبيعة الخلابة ونحمل بين كفوف أيدينا (وجع الرحايا) ..
ومع خيال الشاعر وخيالي نسافر ونحلق معاً اكثر بعداً وعمقاً لأجد نفسي أقف احتراماً أمام ضريح والده ووالدته وأقرأ الفاتحة على روح هؤلاء البسطاء الذين انجبوا شاعراً رقيقا مس قلوبنا بحروفه .. شاعر رقصت وتنافست أقلامنا في حبه .. شاعر سافرت بلاداً من أجل حروفه .. شاعر حركت كلماته الغيرة الساكنة في قلوب النساء .. شاعر فهم معنى الوطن والارض والحب والوفاء ..
ومع نعاس حضن الليل البارد، وعبق وعبير السهراية، ننام دقائق وأفيق على أنامله تلمم شعري ويهمس بكلمات جديدة على قلبي كطباطيب العجب وسحر اليود .. ومع طلوع شمس نهار جديد نأكل من خبز الصعيد الأسمر المغموس بعسل النحل الصافي، وتتشابك اعيننا سوياً ونسافر بقطار من صعيد مصر إلى قاهرة المعز .. ونغفو ثانية مع هزات ورجات القطار القديم ونستيقظ على ضجيج شوارع القاهرة .. ونختلس لمسات هدوءاً من وسط الازدحامات والضوضاء، ونزور حارات حي الحسين، ونسهر كالعشاق على ضفاف نهر النيل وأستمع الى همس أشعاره، ويزداد دلالي واتغزل في قمر الجنوب على إيقاعات عربية ونغمات صينية، ونضحك ونتسامر وتدوب قلوبنا عشقاً في حب مصر وهواء مصر وأرض مصر ..
ويمر الوقت ويمر الحلم، وتمر الرحلة وكأنها حلم و …….
على كد ما كنت سعيد .. فرحان
على كد ما قلبي حزين .. زعلان
ومع اقتراب وقت رحيلي، ومع بداية ونهاية رحلتي الخيالية مع الشاعر، أنحني له تقديراً لقلمه، وكلماته، وأشعاره، ونجعه، وقبة دواوينه، وماضيه، وحاضره، ومستقبله، وابداعاته
أ

12 تعليق على “السهراية”


  1. انا بجد بحثت عن كلام اقوله او اعبر بيه عن احساسي فما لقيت غير انى اقول كم تمنيت يوما اكون شاعرا او كاتبا ومازلت اتمنى ولكن الله منحنى طريق اخر ولكنى عندما قرأت كلماتك التى تصف شعورك في ظل قرأة اشعار الكاتب النبيل كدت استشعر احاسيسك واعيشها حيث انى ذهبت مع كلامك الى الحقل وهو بمسماه البلدى (الغيط ) وركنت على جانب الساقيه وتخيلت نفسي اقول الشعر وانا في استرسال مع الشاعر …وحين انقالنا للشعر الذى رثي به الشاعر والديه فقد عشت هذه اللحظه مرتين اضافة في خيال ممزوج بصور من الحقيقه الى ان قبلهما كانت المره الواقعيه وكان حادث وفاة والدتي في الندوه تاثرت جدا برثاء الشاعر لوالديه وكانى اعيش الحقيقه مرة ثانيه واليوم بعد قرأتى مقالك عشتها للمرة الثالثه وهذا يجعلنى اتذكر الكلمات البسيطة التى كتبتها اليكي منذ مدة بسيطه حيث انه جاء اليوم الذى اجد في الفرصه لأضعه امامك في مملكتى ولا ادري هل كلماتى ستلقى اهمية ام لا ولكن ارجوا منكى تعليقك عليها لانك قلتى مسبقا بان بها موضوعان مختلفين فارجوا الادلاء برأيك بعد قرأتها واتمنى ان يقرأها الاستاذ اكرم عبد السميع ايضا والآن اسمحيلي استعرض شعري
  2. ضميـــــــٌر مُســـــتيقـــظٌ ونفــــــٌس لـوّامـــــــــه
    شيــطــــــانُ الأنســـــــان غـــــــــواهُ
    والهــــــــــــوى ما نعــــــــــرفُ دواه
    ُ
    شيطــــــــــانهُ بالعــــــذاب كـــــــواه
    ُ
    على المعصـيه والحــــــــرام قــــــــوّاه
    ُ
    ياحزنــــــي على الـذي أنجبـــه وربّــاهُ
    كان يتمنـى يكون الضنى مديد تقـــوآهُ
    لكـن الضـنى خلـــف ظنّـّه بعـد موتــاهُ
    وســـار في طــريق الشيطــان وهـــواهُ
    ياربــي هـذا طــــريق أنـا مـا أهـــــواهُ
    ولكــــن لا أعرف ضميري من قــــوّاهُ؟
    نســـــيـت ان ضمــيري لابــد أن ألقـــاهُ
    مستيقظـاً يعاتبنـي طـريق الحـق لمـاذا انسـاهُ؟
    يشكـوني!!!شيطــاني بطريق الكفــرأفنــاهُ
    وعن طــريق الله تعــــالى بـات ينهـــــاهُ
    فــــــي البــــداية مــا كـان لي ســــــواهُ
    وفـي النهــايه فـآآآآه وآآآآه من كثـــرة
    شكــــواهُ
    أتمنى أتوب وأعـود إلى ضمير أهــواهُ
    وأحــــقــق كـــــل مــا كـــنت أتمنــــاهُ
    مـــــن كـــان حبيبــي بــدأت أنـســـــاهُ
    ومـــن كـــــان عــــــــدوّي بـــدأت أبغــــــاهُ
    شيطــــاني لا أعــــرف كــــيف أنســـــاهُ
    ومــا بقــــى لي في الدنيـــــــــا ســــــــواهُ
    أعـــــوذ بــالله مــــن الشـــــرك بــالإلــهُ
    الحـــي القيــــوم فــي قلبــي دائمـا أخشـــاهُ
    لـــكن الذي تمنى أن يــرآنى حسـنة تقــواهُ
    رحـل وتركـني وحـيـداً في طـريق لم أهـــواهُ
    وهو الذي ســـرّي عـــنه مــا كـنت أخفــــاهُ
    ودائمــــاً يسقينـــي الحنـــان مــن ما حواهُ
    في لمـحــــة كل شيء كنــــــــت أتمنــــــــاهُ
    ضاع مني حتى الحنان الذي أحسّه من فـــاهُ
    على كل شيء فقـــدته قائــلا ًياحسرتـــاهُ
    وكل يــــوم يمــــر بمــــره فأنـا لم أنســاهُ
    ولكن الزمــــــان أخذ من كنت أنا ضنــــــــاهُ
    وتمنيــــــت يومـــاً أن أخطــوا كل خطـــــاهُ
    ودار الزمــان وأعطــاني الله مـن إصطفــــاهُ
    وجعلنــــي متيمــــاً بـأن أتبــــع كـــل خطـــــاهُ
    ما زلـــت أنتظـــر يومــاً يجمعني به وألقــاهُ
    ولكن لا أعـرف أبحـث عنه وأمرّ بما شاقــاهُ
    أم أنتظـــر حتى يدلنـي على طــريق مرســوم بخطـــاهُ
    طــــريق بنـــور الحـــق رحمـــة مـن الله إليّ أهــــداهُ
    ياليتنــي أمـــلاء قلبــي بــذكرالله الحـــق جـــل عــــلاهُ
    والصــــلاة علـى محمــــــد ابــن عـبد الله مصطفــــــاهُ
    ولكنـــي إحتــــــرت كـــــيف أبـدأ ســـيري كي ألقــــاهُ
    مــؤكّد…. ضمـــير فــــؤادي مستيقظــــاً ولـن أنســـــاهُ
    حتـــى يهدينــي ربي لطــريق الهـــدى الذي فيـه ألقــــاهُ
    وأســــــــير علـى نهجــــــه وأتّبـــع آثــار خطى قدمـــاهُ
  3. الاخت الفاضله همت لاشين
    مصر ام الدنيا
    والى يشرب من نيلها
    لازم يكرر زيارته ليها
    وانا شخصيا معك في عشقي لمصر
    والصعيد وبالاخص اسوان
    رحلتي القادمه اليها ستكون
    في شهر واحد ان شاء الله
    وكم احترم كل شعراءها
    وكتابها المرموقين
    ربنا يحميها من كل سؤء
    تحياتي لك وسعدت بوصفك
    لهذه الرحله الجميله
    دمتي بالف خير
  4. زيارة لهذه المدونة الجميلة ولي عودة للتعليق
  5. اختي ابتسام ..
    سعدت جدا بزيارتك وأهلا بك في مصر وعلى ضفاف نهر النيل في أسوان الساحرة باثارها وأهلها .. وربما يجمعنا القدر للقاء سوياً لنتقاسم أطباق الفول والحمص والتبولة في الدنون اللبناني .. لك ألف تحية وتمنياتي برحلة ممتعة ووقت طيب تحت سماء وصفاء أهل أسوان الطيبين
  6. عندما يتحول حبنا لأوطاننا إلى ثقافة وفن وابداع وتواصل بين الشعوب يشرف وطننا بنا ونشرف به.
    تحية لك ولنشاطك وتواصلك مع الوطن ومبدعيه.
  7. ما بين سطور كلماتك جعلني اشتاق للقائك والحديث معك اختي سمر .. سعدت بزيارتك ولنا تواصل .. اجمل تحياتي
  8. المبدعة الجميلة الأستاذة همت لاشين
    أسلوبكِ غاية في الأناقة والرقة وفكركِ يتسم بدقة النظر ، نرشف من رُضابه شهد الكلمات ، مفعم بالأخيلة ، والذكريات قيثارة تمر عليها الرياح فتصدر أنغاما طروبا ، أو شاكية ، أو منقشعة الأوهام ، بادية الخصوبة والإلهام .
    تحية لكِ من القلب وتحية لشاعرنا المبدع والزميل الجميل أكرم عبد السميع
    مودتي واحترامي دوما
  9. اكرم عبد السميع قال:
    القديرة الاستاذة همت لاشين
    ربما تقولى لماذا لم اعلق الى الان
    اقول لكى وبدون مباغلة
    لقد وضعت على مكتبى اكثر من سبعة معاجم للغة
    علها تعبر عن اعجابى وتقديرى لكى

    ولا الفرقة ولا الايام
    ولا حتى دروب البعد والاحلام
    تخلينى اكون ناسى
    انا يا اجمل الملكات
    مانيش ابدا هكون قاسى
    واحساسى مايتغيرش مهما يكون
    ولا يمكن هيتأثر ولو جاتنى نساء الكون
    مفيش غيرك قدر يدخل لوجداتى
    وافكارى واحزانى
    مفيش زيك ف اخلاصك واحساسك
    يا اجمل بدر يهدينى
    يا احلى صورة فى عيونى
    ياجملة تتحكى دايما
    مفيش فيها طريق للغش
    يا شئ نادر بأيامنا
    ياحدوته ماتتكررش

    لكى منى كل التحايا والتقدير
    اكرم عبد السميع
  10. كلمات حيه تجعلتى وكأنى استمتع بأرق الافلام الرومانسيه
    جمعت بين قصائد معلمى كطعم اليود ووجع الرحايا وشمس النهار وبين ابداع ملكتى وملهمتى فى سرد الكلمات
    وكم تمنيت ان لا تنتهى المقاله وان افيق من خمر كلماتها
    تقبلى تحياتى
    اسطوره النساء

No comments:

Post a Comment