كتبهاهمت لاشين ، في 17 ديسمبر 2010 الساعة: 15:26 م
العبوا
بعيد
على وصلة أنغام وألحان خاطرتي السابقة
"الليلة الكبيرة" ومع صفحات المبدع "يسري الخطيب" في كتابه "بين شهيق وزفير" مازلت
أستمتع بجلستي على قهوة الكلمات والذكريات أرتشف أكواب الشاي من يد القهوجي "دقدق"
وهو يرحب بنا في ليلتنا الكبيرة ويقول: "مسا التماسي يا مسا التماسي، يا ورد قاعد
على الكراسي"
ومع
فناجين القهوة، ونكهات الشاي بالنعناع، وعبق رائحة تفاح الشيشة، أبدأ في قراءة
كلمات يسري الخطيب التي وقفت عندها في السابق وهي "شكسبير وشركاه"
يشتد
الانفعال توهجاً، وتشتد الليلة ولعاً على موال الصعيدي الرائع "حنتيرة" في أغاني
الليلة الكبيرة وهو يغني مواله المشهور: "ياغزال ياغزال ده العشق حلال دوبتني دوب
خلتني خيال ياشفتك فص فراوله .. وانا لا قوه ولا حوله شقلبتني عقلي علاولة .. اه
ياغزال .. يارب ياعلم بالحال تهدي حبيبي ويصبح عال واغني وارقع بالموال .. آه يا
غزال"
ومع طرب الموال تقف الرجال، وتعلو الاصوات، ويعلو
الصراخ، ويزداد الازدحام في المولد، ويتسلل بعض اللصوص يتشدقون بكلمات في الخفاء
كالفئران القذرة التي تشوه كل لوحات النجاح والجمال في حياتنا، لصوص لا يعيشون إلا
في خبايا الليل وجحوره السوداء
وأضحك وأنا أرى بعيني تسلل اللصوص وحيرتهم وزوغان
عيونهم، وأتنهد وأنا أقرأ كلمات يسري الخطيب في "شكسبير وشركاه"، وهو يسخر بسخريه
راقية ويقول: "… ان (الفشخرة) في
المجتمع العربي لا تخرج عن كونها نقص من أحفاد جاهلين …" ،
واضحك بقهقه من كلماته وهو يصف العربي الذي (يرطن) ببضع كلمات أجنبية يحشرها في
كلامه العربي لمجرد التباهي وإبراز الثقافة - كما يتوهم- ويسترسل الكاتب إلى ان
يذكرنا بمقولة (يونس شلبي) في مدرسة المشاغبين: انجليزي دا يا
مرسي؟!
وتمنيت
لو أكمل يسري الخطيب فقرته وأضاف كلمتين وهما "إلعبوا بعيد .. " كلمتين اخذوني
بعيداً عن لب الموضوع قليلاً ..
"إلعبوا بعيد" .. كلمتين بحروف قليلة أهديهم لكل من تسول له نفسه بتشويه أي
جمال أو نجاح في حياتنا، كلمتين أقولهم لمن يتقنون ويتفننون في الكذب والنفاق،
كلمتين أهمس بهم فوق رؤوس الكلمات الخفية التي تتطاير من قشور بعض الخفافيش محاولين
زرع أشواكهم في حدائقنا الجميلة، ويتسارعون بتلقيح سرطان في نفوسنا الرقيقة، كلمتين
أصرخ بهم في وجه كلمات لطيور ظلام تطايرت في الهواء ووقعت فوق أسطح مملكتي، وماتت
مكانها لأنني لا أملك جهاز استقبال يستقبل مثل تلك الكلمات السامة التي لا يجب
التعامل معها إلا بسم الفئران القاتل وبمصيدة الفئران الشائكة الخانقة ..
مدونتي
هي مملكتي الخاصة لقلمي وعشقي، أفتحها وقت ما شئت، وازينها بما شئت، وأكتب فيها ما
شئت، واستقبل فيها من اريد، واطرد منها من لا أرغب فيه .. مدونتي، هي صفحاتي
الوردية الخاصة التي أجسد فيها أفراحي وأحزاني وضحكاتي وآهاتي وكل خاطراتي وذكرياتي
.. اسعد وانا أتجول بجوار أسوارها الصينية المضيئة، وأتوه شغفاً وانا أستنشق رحيق
أزهارها وأشعارها العربية، وأنتعش وأنا أهمس من وراء أبوابها بكلمات حب وعشق عفوية،
وأزهو وأضحك وانا المم حروف كلماتي العربية ورموزي الصينية، في مدونتي يرفرف قلبي
على أغصان تعليقات سحرتني بجمال حروفها وروعة كلماتها، ولا أخفي ولا أخجل وانا ابوح
بأنني رقصت كثيراً في مملكتي على دقات دفوف الفكر الراقي، وشربت أغلى الكئوس
الخمرية في نخب الحرف الصادق
ووسط
بهيج الكلمات، وتوهج رائحة يـود الاشعار تتوتر بعض الأوتار وتدق نشاذاً وسط
الألحان، ويزداد تطفل بعض الأطفال، واستشعر عبثاً قادم يقتحم مملكتي ليشوه صفاء
كلماتي ونضارة احساسي … واتعجب من لهو صغار يقترب بخبث ودهاء … أطفال شوارع يقتربوا
كلصوص الليل وبأيديهم قوارير حارقة لتشويه معالم مملكتي .. جاءوا بضجيج صارخ لتحطيم
هدوء أروقتي .. اقتحموا الأبواب بصناديق مياه عكرة لتعكر نهر كلماتي ..
ولكني
وقفت كالاسد المتأهب لفريسة سهلة .. وبعصايا الحب السحرية وبحس الطفلة العفوية، أبث
رسالة إنذار لكل صغير متطفل ولكل صغيرة بلهاء: "ستظل مملكتي محصنة بالوجه العربي
والقلب الصيني .. وسيظل السيف في يدي أدافع به عن مملكتي وعن قلمي وعن قلبي وعن
عشقي حتى اخر شهقة …….
فاهدءوا أيها الصغار والعبوا بعيداً .. فلن تدخلوا أسوار مملكتي لأن
مفاتيحها في يدي .. فانا لست من تضع المفتاح على باب القصر ليلهوا به الحراس
والأطفال .. ولن تتجولوا في حدائق عشقي قبل المرور على أجهزة الاستشعار في قلبي ..
جئتم بهمجية فضحت أقنعتكم وكشفت أسرار المعتقل .. واطمئنوا فلن افشي سر تفاهتكم
وغباوتكم .. ولتلهو بعيدا عن عشقي وعن أسواري ..
العبوا
بعيداً … فلن أكون أبداً لعبة في صندوق ألعابكم ولا كحلوى "غزل البنات" الرخيصة في
أفواهكم … العبوا بعيداً … ففي الخلف حدائق أطفال كثيرة بها مراجيح خشبية تليق
بفنون التنطيط ولعب العيال .. فلـ تعلبوا بعيداً عني وعن مملكتي …….. والى لقاء
قريب مع أنفاس يسري الخطيب في "النفاق ..
صناعة مصرية"

ديسمبر 17th, 2010 at 4:40 م
ديسمبر 17th, 2010 at 7:24 م
ديسمبر 17th, 2010 at 8:42 م
فالعبوا بعيـــــــــــدا وابحثوا عن اجهزه اخرى تترجم شفرات سمكم واهدافكم قد تجدونها فى امثالكم
وسلمت اجهزه الاستشعار من اى ترددات خبيثه
ديسمبر 17th, 2010 at 9:32 م
يعجبنى فيكى
صدق الاحساس
تحياتى
ديسمبر 18th, 2010 at 12:24 ص
برافوا عليكى استاذة همت احسنت العبوا بعيد
نعم فى ناس لا تحب النجاح لغيرها الاسبوع الماضى احد المدونيين سبنى ولا اعرف لماذا ضعفت وانسحبت لكن اصدقائى المخلصين لم يتركونى ورجعت اقوى من الاول لذلك لم ازورك الاسبوع الماضى بسبب ما تعرضت له
سيبك منهم نعم مدونتك هى بيتك وتأكدى ان الناجح دائما هو من يتعرض لأذى
دمت متألقة ونحن فخورين بوجود مصرية أصيلة مثلك بينا
ديسمبر 18th, 2010 at 12:27 ص
دمتى متألقة ونحن فخورين بوجود مصرية اصبلة مثلك بيننا
ديسمبر 18th, 2010 at 3:04 ص
تحياتي
ديسمبر 18th, 2010 at 11:17 ص
زيارتك عزيزة جداً على قلبي وقلب مملكتي “عشق الصين” .. لكل نجاح أعداء وبالاعداء يزداد التحدي داخل انفسنا لمزيد من النجاحات والانجازات
ديسمبر 18th, 2010 at 11:20 ص
اشكرك على الزيارة الخفيفة .. ذهبت في زيارة سريعة الى اروقتك وتطفلت على اجتماعاتك وقرأت كل نشرات اخبارك .. لك أجمل تحية
ديسمبر 18th, 2010 at 1:51 م
ديسمبر 18th, 2010 at 8:17 م
ومساء الرقة وا
لأدب والشفافية
قرأت السهراية والليلة الكبيرة ولكن ماذا اقول:
الصمت في حرم الجمال جمال
دمتي جميلة ورائعة كما انت
مع دعوة لزيارة مدونتي لو وجدت الوقت
مع احترامي
ديسمبر 21st, 2010 at 10:21 ص
والله دمعت عيوني وانا أضحك من كلامك الذي عبر بصدق وشفافية عما يدور خلف الابواب
تملكين خيال لا حدود له
صفقت لصفعاتك حتى احمرت يدي